الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يعافيك، ويعافي المبتلين من المسلمين، فإن الوسوسة من شر الأدواء وأفسدها لدينِ العبد ودنياه، والواجبُ على الموسوس أن يسعى إلي العلاجِ بكلِ ممكن بالاستعانةِ بالله أولاً، ثم الاستعانة بالأطباء الثقات المعروفين بالخبرةِ والمهارة، والواجب عليك مجاهدة نفسك للتخلص من هذا الداء، وأنفع الدواء له بعد الدعاء والاستعانة بالله تعالى هو الإعراض جملة وتفصيلا وعدم الالتفات إليه على كل حال.
ونصيحتنا لكِ ألا تمكثي في الخلاء فترةً زائدةً عن الحاجة، فإذا خرجتِ فتوضئي ثم صلي دون أن تلتفتي إلى ما يعرضُ من الوساوس فإنها تخييلات شيطانية وتمويهاتٌ إبليسية، يريدُ الخبيثُ بها ألا تقومَ لعبادتكِ قائمة، فإذا حصلَ لكِ يقينٌ وهو الذي ضبطه بعض السلف باليقين الذي يحلفُ عليه بأنه قد خرجَ منكِ ريحٌ بعد الوضوء فحينئذٍ فقط تجبُ إعادةُ الوضوء.
وأما الصلوات الماضية فالأصلُ صحتها لأنه لم يحصل عندك يقين على خروج الحدث بعد الوضوء، بل الظاهر أن هذا كله من أعراض الوسوسة، فلا تفتحي على نفسك بابها، نسألُ الله أن ييسر لك الشفاء العاجل.
والله أعلم.