الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن ما يقوم به هذا الوالد -إن صح- من ضرب ابنته لغير مسوغ وإهانته وأخذ مالها أو مال غيرها من أخواتها مع حاجتهن إليه من الإثم، فيجب عليه أن يتوب إلى الله تعالى، وتسويغ بعض الآباء لما يقوم به من ظلم لأولاده بوجوب طاعته وبره وخطورة مخالفته وسخطه على الولد هو من قبيل الغرور الشيطاني واتباع الهوى فبر الوالدين والإحسان إليهما صحيح أنه واجب ومؤكد،وتقصير الوالد في شيء من واجباته لا يبيح عقوقه، ولكن مع ذلك على الوالد واجبات كوالد من نفقة وتربية وغير ذلك، وعليه حقوق كفرد من أفراد المسلمين كوجوب كف الأذى والبعد عن أعراض المسلمين وأموالهم. وهذه الواجبات لا تسقط عن الأب بحجة وجوب طاعته ولا بحجة أخرى، كما أن بره وطاعته لا تسقط عن الولد بوجه من الوجوه.
وعليه فيجب على أبي السائلة أن يكف عما هو فيه من أذاها والاعتداء على ممتلكات أولاده لغير مسوغ، كما يجب طاعته وبره والإحسان إليه ولو أساء ويحرم مقاطعته.. وننصح برفع الأمر إلى بعض أهل الخير والصلاح من ذوي الوجاهة والسلطة لعلهم يستطيعون وعظه وزجره عما يفعل، وللمزيد من الفائدة تراجع في ذلك الفتويين رقم: 6630، 56480.
والله أعلم.