الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد تقدم حكم الحب وحكم العلاقات التي تقام بين الطرفين قبل الزواج في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 10522، 4220، 1037.
والذي ننصحك به هو الابتعاد عن هذا الشاب وقطع العلاقة به سداً لباب الفتنة، واتقاء لوساوس الشيطان، فإن هذه العلاقات من أكبر أسباب الفساد والوقوع في الفواحش... لكن إن كان هذا الشخص ذا دين وخلق ورفضه أهلك، فقد ذكرنا مراراً أن هذا لا يجوز، وأنهم برده دونما سبب معتبر يكونون عاضلين ظالمين لابنتهم، ويجوز للبنت في هذه الحالة أن ترفع أمرها للقاضي ليرفع عنها ظلم أهلها، إما بإجبار وليها على تزويجها ممن تريد وإما أن يتولى القاضي تزويجها بنفسه دون وليها، قال ابن قدامة في المغني في حق الفتاة التي يمنعها وليها من الزواج بمن تريد: فإن رغبت في كفء بعينه، وأراد تزويجها لغيره من أكفائها، وامتنع من تزويجها من الذي أرادته، كان عاضلا لها. انتهى. وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: إذا منع الولي تزويج امرأة بخاطب كفء في دينه وخلقه فإن الولاية تنتقل إلى من بعده من الأقرباء العصبة، الأَوْلى فالأولى، فإن أبوا أن يزوجوا -كما هو الغالب- فإن الولاية تنتقل إلى الحاكم الشرعي، ويزوج المرأة الحاكم الشرعي. انتهى.
فإن استطعت أن تقنعي أهلك بقبول زواجه منك فافعلي واتخذي الوسائل اللازمة لذلك، وصارحيهم برغبتك في الزواج من هذا الشاب، ولا مانع من الاستعانة بمن له حظوة ووجاهة عند والدك فإن رضي فبها ونعمت، وإلا فإما الصبر وترك الزواج من هذا الشاب وإما رفع الأمر للقضاء كما سبق، وللفائدة في الموضوع تراجع الفتوى رقم: 8799.
والله أعلم.