الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه يجوز للزوجة أن تطلب الطلاق من الزوج لعذر وسبب شرعي، كتهاونه في الصلاة، كما سبق في الفتوى رقم: 110029.
ولكن لا ينبغي لها طلب الطلاق إلا بعد أن تيأس من صلاحه واستقامة أمره، وأما عن طريقة تعامل الزوج معها -المذكورة في السؤال- فقد نهى الإسلام عن سب المسلمين وشتمهم وجعل ذلك فسقاً، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه: سباب المسلم فسوق وقتاله كفر.
ويشتد الإثم أكثر إذا كان ذلك من الزوج لزوجته وأصهاره، لأنه ينافي العشرة بالمعروف، وانظري لذلك الفتوى رقم: 20155.
وعلى هذا فالواجب على هذا الرجل أن يتقي الله في زوجته وينتهي عن هذا الخلق المشين، ويجب عليه أن يمسك زوجته بالمعروف أو يسرحها بإحسان، ويجب عليه النفقة عليها ما دامت غير ناشز، وما فات منها فهو في ذمته يجب عليه دفعه إليها..
والذي ننصح به هو أن تسعى السائلة في الصلح مع زوجها ولا بأس أن توسط بعض أهل الخير والصلاح في ذلك فإن استجاب الزوج فالحمد لله، وإن لم يستجب فلترفع الأمر إلى القضاء ليجبره على الإمساك بمعروف أو التسريح بإحسان.
وفي حالة الطلاق فإن الزوجة تحتفظ بكل حقوقها من مؤخر صداق وغيره، كما أن للقاضي أن يحكم للزوجة بالخلع ويكون بتنازل الزوجة عن بعض حقوقها كالمؤخر مثلاً، وراجعي الفتوى رقم: 2589.
والله أعلم.