الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يلزمك شرعاً القبول بهذا الرجل زوجاً ولو كان صاحب دين وخلق، وأما الأمر في هذا الحديث فليس للوجوب وإنما للندب المؤكد، كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 75061.
ومع هذا كله فلا ينبغي لك المبادرة إلى رفض الزواج منه لمجرد نظرة عابرة وقعت منك نحوه، وإن كان هذا الشخص لم يعط من جمال الصورة وحسن المظهر ما يجعلك تقبلينه زوجاً فقد يكون فيه من الزينة المعنوية في أدبه وحسن خلقه ما يغنيك عن ذلك، وما أحسن قول من قال:
ليس الجمال بأثواب تزيننا * إن الجمال جمال العلم والأدب
وكذا قول من قال:
كن ابن من شئت واكتسب أدبا * يغنيك محموده عن النسب
إن الفتى من يقول ها أنا ذا * ليس الفتى من يقول كان أبي
فننصحك بالاستخارة في أمره، فإن كان في زواجه منك خير يسره الله لك بإذنه سبحانه، وإن خشيت أن لا يكون بينكما توافق وأن تتعرض الحياة الزوجية للصرام فأعرضت عن أمر الزواج منه فذلك لك ولا يلحقك منه إثم إن شاء الله تعالى.
والله أعلم.