الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد اختلف في الرجز والرجس هل هما كلمة واحدة أبدلت سينها زايا كما يحصل أحيانا في تبادل أحرف الصفير مثل الأسد والأزد ومثل الصراط والسراط والزراط، أو أنهما كلمتان معناهما واحد وهو القذر كما جزم به صاحب مختار الصحاح، أو يختلف معناهما فيراد بالرجز العذاب وقد يراد به القذر، قال الكسائي الرجز العذاب والنجاسة والمعصية، وحمل على هذا المعنى قوله تعالى: وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ. {الأنفال:11}.
ومن إطلاق الرجز على العذاب قوله تعالى: لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إسرائيل {الأعراف:134}.
وقوله تعالى: فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَظْلِمُونَ {الأعراف:162}.
وقوله تعالى: هَذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مَّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ {الجاثية:11}.
ومن إطلاق الرجس على النجس والقذر ما في الحديث: نهى أن يستنجى بروثة. وقال: إنها رجس. أي مستقذرة.
وقوله تعالى: فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ {الأنعام:145}.
كذا قال ابن الأثير في النهاية وابن منظور في اللسان والبيضاوي في التفسير والشوكاني في فتح القدير.
والله أعلم.