الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كنتَ مصاباً بانفلاتِ الريح، بحيث لا ينقطع زمنا يكفي للطهارة والصلاة فيكفيكَ الوضوء لكل صلاة بعد دخولِ الوقت ثم لا يضرك ما خرج منك، وأما إذا لم تكن مصاباً بانفلات الريح – وهذا هو الظاهر – فيجبُ عليكَ الوضوء كلما انتقض الوضوء ولو كنت في الصلاة.
وأما الصلاة خلف الصف فالإمامُ أحمد يبطلها للحديثِ الصحيح الذي فيه أن النبي صلي الله عليه وسلم رأى من يصلي خلف الصف فأمره أن يعيد الصلاة، ويرى جمهورُ أهل العلمِ صحتها مع الكراهة إن كان الانفراد لغير عذر، وبلا كراهة إن كان لعذر، وهذا القول هو الذي تجتمع به الأدلة.
وتوسط شيخُ الإسلام ابن تيمية فرأى أنها تصحُ في حقِ المعذور دون غيره، ولكن يبقى النظر في حالتك هذه هل هي عذرٌ يبيحُ الصلاة خلف الصف أو لا ؟، والظاهرُ أن ذلك ليس عذراً لك، إذ كونك تمرُ من أمام المصلين ليس فيه محظورٌ شرعي، إذ سترة الإمام سترةً لمن خلفه ، ثم إنه يمكنك تلافي ذلك بالوقوف في صفٍ من الصفوفِ المتأخرة.
والله أعلم.