الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فننصح هذه الأم أولا باجتناب الغضب عملا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سأله أحد أصحابه بأن يوصيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تغضب. فردد مرار فقال لا تغضب. رواه البخاري.
وينبغي لأبنائها الاجتهاد في الابتعاد عما قد يثيرها، ولا يجوز لأحد منهم بحال تعمد إغضابها لأن هذا من العقوق، وانظري الفتوى رقم: 50556.
ثم إننا نحذر هذه الأم من الدعاء على أبنائها فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك حيث قال: لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم.
وهذا الحديث واضح الدلالة في أن هذا الدعاء قد يستجاب، وذكر بعض أهل العلم أن دعاء الوالدين قد يستجاب ولو كان الدعاء بغير حق استدلالا بقصة جريج الراهب، وراجعي بخصوصها الفتوى رقم: 108958.
وأما دعاؤها بأن لا يستجيب الله تعالى دعاءها على أولادها فقد يجعل الله تعالى ذلك مانعا من استجابة تلك الدعوة على ولدها، فقد ثبت في صحيح مسلم عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن تجعلها له طهورا وزكاة وقربة يقربه بها منه يوم القيامة.
ولكن بدلا من هذا كله عليها أن تجتنب الدعاء عليهم أصلا كما نبهنا أولا.
والله أعلم.