الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنهنئ السائل أولاً على حرصه على الخير وعلى إعفاف نفسه، وصيانتها عن الحرام وخوفه من غضب الله عز وجل، ولكن نقول لك أيها السائل إن الخطبة لن تحقق لك ما تصبو نفسك إليه من الصيانة عن الوقوع في الحرام؛ لأن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج فقط، وبالتالي فإنها لا تحل حراما بل تبقى المخطوبة كالأجنبية بالنسبة لخاطبها حتى العقد, كل ما هنالك أنه يباح له النظر إليها عند الخطبة حتى تطمئن نفسه لها, ثم بعد ذلك يمنع حتى من النظر إليها بلا حاجة.
ولذا فإنا ننصحك إذا أردت إعفاف نفسك حقا بالزواج فإنه الطرق الأقوم لإعفاف النفس عن الوقوع فيما حرم الله وهو وصية الصادق الأمين – صلى الله عليه وسلم -للشباب بقوله: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج. متفق عليه.
ويتأكد أمر الزواج عند قدرتك عليه وخوفك من الوقوع في الفاحشة بل إنه يصبح في هذه الحالة فرضا عليك لا يسعك تركه, قال ابن قدامة: والناس في النكاح على ثلاثة أضرب؛ منهم من يخاف على نفسه الوقوع في محظور إن ترك النكاح، فهذا يجب عليه النكاح في قول عامة الفقهاء؛ لأنه يلزمه إعفاف نفسه، وصونها عن الحرام، وطريقه النكاح. انتهى .
وأنت ذكرت في حديثك أنه لا يوجد لديك مانع مادي من الزواج مما يدل على أن الأمور المادية متيسرة وتسمح لك بإتمام عقد الزواج, لذا فعليك أن تبادر – وفقك الله – إلى الزواج ولا تؤخره, أما إذا عارض أهلك ذلك بحجة أنه سوف يؤخرك عن الدراسة عندها يمكنك العقد فقط على هذه الفتاة وتأخير البناء حتى تنتهي من دراستك، وعليك أن تبذل ما في وسعك لإقناعهم بذلك، علما بأن موافقتهم ليست شرطا في صحة عقد النكاح.