خلاصة الفتوى:
الأمر بقتال المشركين كان في السنة الثانية من الهجرة بعد سرية عبد الله بن جحش رضي الله عنه.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ذكر أصحاب السير أن اهتمام رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة كان بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار وعقد المعاهدات مع سكان المدينة ومن حولها من المشركين واليهود... وفي هذه الأثناء كان مشركوا قريش يهددون المسلمين، ويتوعدون من يأويهم من أهل المدينة ويتحرشون بزوار مكة من الأنصار وغيرهم، وفي هذه المرحلة أذن الله تعالى للمسلمين بالقتال ورد الاعتداء بعد ما كان الأمر بكف الأيدي وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، فقال تعالى: أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ... {الحج:39}، فبدأ النبي صلى الله عليه وسلم يرسل السرايا والبعوث وكانت أشبه بالاستكشاف والاستطلاع.
وأما الأمر بقتال المشركين فإنه لم ينزل إلا في السنة الثانية من الهجرة بعد سرية عبد الله بن جحش رضي الله عنه إلى نخلة في رجب سنة اثنتين، فأنزل الله تعالى: وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ* وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ {البقرة:191}، هذا وبإمكانك أن تطلع على هذا الموضوع بالتفصيل في كتاب زاد المعاد لابن القيم وغيره من كتب السيرة النبوية.
والله أعلم.