الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلم نقف فيما اطعلنا عليه من دواوين السنة وكتب العلم على ما يخصص تلك الأذكار ويحددها بقدر معين لقضاء الحوائج أو غيرها، وذكر الله عز وجل وتلاوة القرآن لا يشرع الإتيان بشيء من ذلك على وجه يحدد المرء فيه وقتاً لا يتعداه أو عدداً لا يتجاوزه ما لم يكن الشرع ورد بذلك، إذ هو من الابتداع الواجب على المسلم الحذر منه، قال الشاطبي رحمه الله: .. ومنها البدع الإضافية التزام الكيفيات والهيئات المعينة.. ومنها التزام العبادات المعينة في أوقات معينة لم يوجد لها ذلك التعيين في الشريعة.
وبناء عليه فلا يجوز فعل ذلك لما فيه من الابتداع الممنوع شرعاً، وينبغي للمسلم أن يقتصر على ما شرع من الأذكار والأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم وسلف الأمة الصالح، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الجوامع من الدعاء ويدع ما سوى ذلك. رواه أبو داود.
وأما ما ذكرت من اطلاع الناس على حاجتك وتأثير ذلك على تأخير إجابة الدعاء فإنه لا تأثير لذلك، ولكن الله عز وجل قد يؤجل إجابة العبد إلى مسألته لحكمة يعلمها ومصلحة للعبد نفسه، وفي الحديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته وإما أن يدخرها في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها. رواه أحمد.
فلا تيأسي من الدعاء ولا تقنطي من روح الله فإنه قريب مجيب..
وللمزيد من الفائدة انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 76851، 51760، 107135، 2395، 68421، 3570.
والله أعلم.