الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلقد وضح رسول الله صلى الله عليه وسلم معيار اختيار الزوجة بقوله صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك. رواه البخاري ومسلم.
فمن سعادة المرء في الدنيا والآخرة اختيار الزوجة ذات الدين، لكن ذلك لا يعني أنه يغفل الجوانب الأخرى في الاختيار، بل إن مراعاة الزوج ما يوافقه في الزوجة أدعى لحصول المودة بين الزوجين، فقد روي عن المغيرة بن شعبة: أنه خطب امرأة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما. رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه وصححه الألباني في صحيح الجامع.
ومن المعلوم أن الجمال نسبي فما يوافق شخصاً قد لا يوافق آخر، وعلى ذلك فهذا الأمر يخص الزوج وحده وليس لأحد أن يتدخل برأيه فيه، فإذا كانت الفتاة التي خطبتها ذات دين وقد لاقت قبولاً عندك فاستخر الله عز وجل ثم لا تتردد في الزواج منها، ولا تلتفت لما يقال لك عنها، وأخبر من يقول ذلك بأنه مخطئ، لأن ذلك من التدخل فيما لا يعنيه، ومن الغيبة المحرمة، وكن واثقاً أنك ما دمت قد اخترت ذات الدين واستخرت الله فسوف يبارك الله لك في هذا الزواج، ويكون لك سكناً وعوناً على أمر دينك ودنياك.. والله الموفق.
والله أعلم.