الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل جواب سؤالك نحبُ أن ننبهك إلى أن الأحكام الشرعية لا تؤخذ من الأطباء، وإنما تؤخذ من أهل العلم وحملة الشريعة الذين هم ورثة النبي صلى الله عليه وسلم في تبليغ الدين لأمته، والذي يُسأل عنه الطبيب إنما هو حال المرض وما إذا كان الصوم يضر بصاحبه أم لا، ثم إننا نهمس في أذنك معاتبين لك عتاباً رقيقاً مقصودنا منه الشفقة عليك والحرص على مصلحتك فما الذي حملك على أن تنتظر ثلاث سنوات دون أن تسأل عما يجب عليك مكتفياً بقول طبيب ليس من شأنه أن يفتي؟
أما وقد سألت فاعلم أن الواجب عليك هو قضاء الأيام التي أفطرتها لأنك كنت مريضاً مرضاً يرجى برؤه، وقد قال الله تعالى: فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ {البقرة:184}، والواجب عليك مع القضاء إطعام مسكين عن كل يوم مُداً من طعام لأجل تأخير القضاء، وهذا مذهب الجمهور خلافاً لأبي حنيفة رحمه الله، ودليل الجمهور فتوى أبي هريرة وابن عباس وابن عمر بذلك ولا يعلم لهما مخالف من الصحابة.
ولا يجزئك عن هذا الإطعام ما أطعمته قبل للمساكين لأنك وقت إطعامهم لم تكن أخرت القضاء فلم يكن الإطعام واجباً عليك ولا يمكن فعل العبادة قبل أن تجب في الذمة.
والله أعلم.