الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من حق المرأة على زوجها أن ينفق عليها وعلى أولاده بالمعروف، وقد حث الإسلام الزوج على الإنفاق على بيته ووعده الأجر على ذلك، فعن سعد بن أبي وقاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها، حتى ما تجعل في في امرأتك. متفق عليه.
كما أن الزوجة مؤتمنة على مال زوجها ومسؤولة عنه، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها. رواه البخاري ومسلم.
ولا يحق للمرأة أن تأخذ شيئاً من مال زوجها بغير إذنه ما دام ينفق عليها وعلى أولاده بالمعروف، أما إذا كان الزوج شحيحاً بالنفقة، فإن للمرأة حينئذ أن تأخذ من ماله بغير إذنه بالمعروف، فعن عائشة رضي الله عنها: أن هند بنت عتبة قالت: يا رسول الله؛ إن أبا سفيان رجل شحيح وليس يعطيني ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم. فقال: خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف. رواه البخاري ومسلم.
وعلى ذلك؛ فإنه يجوز لك أن تأخذي من مال زوجك دون علمه ما تحتاجينه لك أو لولدك بما يعد في العرف في حدود الكفاية لكم، اعتباراً بحالك وحال زوجك.
أما ما تدخرينه بعلمه، فالأصل أن ما يعطيه لك حكمه حكم الهبة، وعليه.. فإذا حزته فلك الحق في التصرف فيه ولو بدون علمه.
وننبه السائلة إلى أن التهادي بين الزوجين أمر مستحب يجلب المودة، لكن لا يجوز أن يكون ذلك في مناسبات لا يقرها الشرع كأعياد الميلاد أو أعياد الزواج، لما في ذلك من تشبه بغير المسلمين وقد أمرنا بمخالفتهم وعدم التشبه بهم.
وننصح السائلة أن تصبر على سلوك زوجها ولا تقابله بتقصير في حقه، فإن حق الزوج عظيم، وعليها أن تتلطف في نصحه وتوجيهه إلى الخلق الطيب، مع الاستعانة بالله ودعائه، فإن الله قريب مجيب.
و الله أعلم.