الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن الظواهر السيئة التي فشت بسبب ضعف الوازع الديني، وضعف المراقبة لله عز وجل أن نرى المرأة تلتزم في بلادها بغطاء الوجه، فإذا خرجت من تلك البلاد تخلت عن نقابها، وكأن ربها لا يطلع عليها إلا في بلادها، وإلى أمثال هؤلاء النسوة نقول:عليكنّ بتقوى الله عز وجل وأن تعلمن أنه مطلعٌ عليكن، لا تخفى عليه منكن خافية، واعلمن أن غطاء الوجه هو زينة المرأة المستقيمة في هذا الزمن الذي ماجت بالناسِ فيه الفتن، وحياء المرأة وعفتها هو أغلى ما تملكه في هذه الدنيا، فإذا فرطت فيه فماذا يبقى لها لتحافظ عليه؟ ولا يلبس الشيطان عليكنّ بأن بعض العلماء يفتي بجواز كشف الوجه فإن العلماء الذين يفتون بجواز كشف الوجه يقولون إن ستره مستحب من آكد المستحبات، وإذا كان كشف الوجه يؤدي إلى الفتنة وجب ستره بلا خلاف، وعليه فهذا الزمن الذي فسد أكثر أهله لا ينبغي أن يختلف في وجوب النقاب فيه.
فعلى الأخت المسلمة التي تخاف يوماً ترجع فيه إلى الله أن تحرص على ستر وجهها دائماً عن أعين الأجانب في بلدها أو غير بلدها لئلا تفتن أو تُفتن، وليس لكشف الوجه علاقةٌ بإفساد الصوم، فصوم من تكشف وجهها صحيح، ولكنها إذا كانت ترى وجوب ستر الوجه أو تقلد من يفتي بذلك كما هو الراجح عندنا، فقد ارتكبت إثماً يُخشى أن ينقص أجر صومها، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه. رواه البخاري وغيره.
والله أعلم.