الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجزى الله خيراً هذه الأخت على حرصها على القيام بواجب الدعوة إلى الله، وجزاك الله خيراً على قبولك لنصحها ومحافظتك على الصلاة وتركك التدخين، وأما محادثتك لها على الإنترنت فإن كان ذلك من خلال منتديات عامة يمكن للجميع الاطلاع على ما فيها فلا حرج في ذلك، وأما إن كانت هذه المحادثة من خلال الغرف الخاصة أو عبر الإيميل الخاص مثلاً فيجب عليك الحذر من ذلك إذ لا يبعد أن يقودكما الشيطان إلى الوقوع فيما لا يرضى الله تعالى، وعليك بإغلاق الباب أمام الشيطان بإلغاء بريدها الالكتروني من القائمة التي عندك، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 1932.
وأما زواجك منها فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لم ير للمتحابين مثل النكاح. رواه ابن ماجه. ولكن لا ينبغي الاغترار بمجرد معرفة الشخص من خلال المحادثة عبر الإنترنت، إذ لا بد من السؤال عنها لمعرفة حقيقة دينها وخلقها، فإن تبين لك أنها أهل لأن تكون لك زوجة فاستخر الله تعالى في الأمر وتقدم لخطبتها من أهلها، وسيقدر الله لك ما فيه الخير بإذنه سبحانه، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 19333.
فإن تيسر هذا الزواج فبها ونعمت، وإلا فاصرف قلبك عنها وقل (فلعل الله تعالى قد صرف عني شراً) وهو القائل سبحانه: ... وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {البقرة:216}، وسل الله تعالى أن يبدلك خيراً منها، وللفائدة راجع في ذلك الفتوى رقم: 9463، والفتوى رقم: 10103.
والله أعلم.