الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله سبحانه أن يرزقك بزوج صالح تقي يكون عونا لك على خير الدنيا والآخرة، ونسأله سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرزقك حياة هانئة كريمة، وذرية صالحة طيبة تقر بها عينك وتطيب بها نفسك.
أما ما حدث من انصراف بعض الخطاب عنك فلا تهتمي به ولا تلقي له بالاً فكل شيء بقضاء وقدر، والكل في أم الكتاب مستطر, وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، والله سبحانه هو العليم ببواطن الأمور وحقائقها، فرب شيء بدا للإنسان في ظاهره أنه خير وهو في الحقيقة شر له، قال سبحانه: فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا. {النساء: 19}. وقال سبحانه: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة: 216}.
وعسى أن يكون هذا اختبارا من الله سبحانه لك ليرى صبرك ورضاك عنه وعن أقداره، فأبشري أيتها السائلة بما يسرك، وطيبي نفسا بقضاء ربك وقري عينا بقدره، فهو سبحانه العليم الحكيم، فأفعاله كلها علم وحكمة، وأقواله كلها حق وصدق، وأقداره كلها عدل ورحمة، قال سبحانه: وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ {الأنعام: 115}.
على أنا نوصيك دائما بتقوى الله والعمل الصالح فما استجلب العبد خير الدين والدنيا بمثلهما، ولا استدفع مصائب الدين والدنيا بمثلهما، قال سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق:2- 3}، وقال سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا. {الطلاق: 4}، ونحذرك من المعاصي فهي دائما سبب الخيبة وضياع الآمال.
نسأل الله أن يوفقك لطاعته ومرضاته.
وللفائدة تراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 56444، 32981، 3570.
والله أعلم.