الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن صفات المؤمن أنه محب للخير لجميع الخلق، حريص على هداية الناس إلى الدين الحق، فإن ذلك سبيل المفلحين، قال الله تعالى: وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {آل عمران:104}، ويدخل في ذلك إعانة حديثي العهد بالإسلام على الثبات على الدين، والوقوف بجانبهم حتى ترسخ أقدامهم فيه، ويتعلموا ما يلزمهم فيه من أحكامه وأخلاقه.
وأما ما يتعلق بسؤالك فإن كنت ترى في هذه الفتاة من الدين والخلق ما يؤهلها لتكون زوجة صالحة فعليك أن تستخير الله في ذلك، ثم تجتهد في إقناع أهلك بالزواج منها، فإذا لم تفلح في ذلك، فيمكنك أن تبحث لها عن زوج مسلم ذي دين وخلق، وإذا لم يتيسر ذلك فلا مانع من أن تتزوجها مع تلبية رغبة الأهل في الزواج من أخرى من بلدك، مع التنبيه على أن من شروط صحة الزواج الولي، ولا يجوز أن يكون الولي كافراً، فإذا لم يوجد من أهلها رجل مسلم، فإنه يتولى العقد رجل يوثق بعدالته من المسلمين، قال الإمام الإصطخري من علماء الشافعية: إذا لم يكن في البلد حاكم جاز للرجل والمرأة أن يحكما مسلماً يعقد نكاحهما. الفتاوى الفقهية الكبرى.
وحتى يتم أمر زواجها، فإن عليك أن تعينها على الثبات على الإسلام وتعلم ما يجب عليها منه، مع مراعاة الضوابط الشرعية في التعامل مع الأجنبية من غض البصر وحرمة الخلوة والبعد عن كل ما يثير الفتنة ويدعو إلى الريبة، ويمكنك الاستعانة على ذلك بالمراكز الإسلامية إن وجدت في بلدها، أو بعض النساء المسلمات الصالحات، أو تعريفها بالمواقع الإسلامية النافعة والموثوق فيها، مع الاستعانة بالله وتحري الإخلاص في ذلك، وننبه السائل إلى أنه ينبغي أن تترك الإقامة في بلاد الكفار إذا أمكنه ذلك، وللمزيد يمكن مراجعة الفتاوى الخاصة بحكم الإقامة في بلاد الكفار.
والله أعلم.