الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله عز وجل أن يفرج كربكم ويصلح شأنكم ويصلح ذات بينكم، ومن المعلوم أن العمل في البنوك الربوية محرم، فإن أكل الربا والتعامل به من أكبر الكبائر، وقد ثبت تحريمه بكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وإجماع علماء الأمة.
فالواجب على والدك هو ترك العمل في هذا البنك الربوي والتوبة من التعاون على الربا؛ لأن كل من أعان على الربا فهو مشترك في الإثم، والإعانة في باب الربا من أكبر أنواع الإعانة إثما، ويدل على ذلك ما رواه مسلم عن جَابِرٍ قال: لَعَنَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم آكِلَ الرِّبَا وموكله وَكَاتِبَهُ وَشَاهِدَيْهِ وقال: هُمْ سَوَاءٌ. وعليك أن تنصحه في ذلك برفق ولين مع مراعاة بره وعظيم حقه عليك، ويمكنك الاستعانة بأهل الصلاح في ذلك.
أما حكم الأكل من مال والدكم فالجواب أنكم ما دمتم بحاجة إلى الأكل منه لعدم وجود غيره أو عجزكم عنه أو انشغالكم بتعليم متأكد فلا حرج عليكم فيه.
ولمزيد الفائدة يمكنك مراجعة الفتاوى الآتية أرقامها: 16549، 16659، 20986، 22053، 22295، 63996.
أما حلق اللحية، فإن حلق اللحية حرام؛ لما ورد في ذلك من الأحاديث الصريحة والأخبار، ولعموم النصوص الناهية عن التشبه بالكفار ولقول جمهور العلماء به. ولكن قد يرخص في حلق اللحية عند الخوف على النفس أو الأهل من القتل أو الحبس أو التشريد، أو الأذى الذي لا يطيقه الإنسان؛ كالفصل من العمل الذي لا يجد غيره أو التضييق عليه في سبل العيش الضروري، فإذا كان الأمر كذلك بالنسبة لأخيك فإننا لا نرى مانعًا من تخفيف لحيته أو حلقها، وإن كان الصبر على الأذى وتحمله أفضل.
ولمزيد الفائدة يمكنك مراجعة الفتاوى الآتية أرقامها: 3198، 25794، 71215.