الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يجزيك خيراً في غيرتك على الدين وتعظيمك لعلماء المسلمين ونسأله سبحانه أن يرد كيد الحاقدين.. ولا شك أن هذه الأبيات قد اشتملت على الاستهزاء بالله وبآياته، ونسبة حقه الخاص به إلى غيره، وهذا من الكفر الصريح، قال تعالى: وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ* لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ {التوبة:65-66}، وهذا بالإضافة إلى السخرية من علماء الأمة والحط من قدرهم، ولحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة كما قال الحافظ ابن عساكر رحمه الله.
وناقل الكفر ليس بكافر كما ذكر أهل العلم فلا حرج إن شاء الله تعالى في نقل هذه الأباطيل بغرض التحذير منها ومن صاحبها، بل إن التحذير من مثله وبيان حاله للناس واجب ديانة لله وتقرباً إليه بذلك، ولكن ينبغي التنبه إلى أنه إذا كان قائل مثل هذه الأبيات مغموراً ولا يعرف إلا في حدود معينة فليس من الحكمة أن ينشر أمره على صفحات الإنترنت فينتشر صيته فيعرف بعد أن كان نكرة، فالأولى حينئذ التحذير منه بالقدر الذي يتحقق به المقصود ولا يغتر به من عرفه أو قرأ له، وللمزيد من الفائدة نرجو مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 110559، 26193، 19536.
والواجب على من كان بإمكانه الالتقاء بقائل هذه الأبيات أو الاتصال به أن ينصحه ويذكره بالله تعالى ويدعوه إلى التوبة وأن يبين له الحق بأسلوب حسن فلعله يتوب ويرجع إلى علام الغيوب.
والله أعلم.