الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهنيئا لك بما وفقك الله تعالى إليه من التوبة والاستقامة على الحق وعمل الصالحات، ونسأله سبحانه لك الثبات على ذلك حتى الممات.
واعلمي أن توفيق الله تعالى عبده إلى التوبة من علامات محبته له ورضاه عنه. قال تعالى: ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ {التوبة: 118}.
قال ابن القيم رحمه الله في كتابه مدارج السالكين معقبا على هذه الآية: أخبر سبحانه أن توبته عليهم سبقت توبتهم وأنها هي التي جعلتهم تائبين، فكانت سببا مقتضيا لتوبتهم فدل على أنهم ما تابوا حتى تاب الله تعالى عليهم. اهـ.
فننصحك بإحسان الظن بربك وعدم اليأس من رحمته فمن تاب تاب عليه، ومهما عظمت الذنوب فإنه يغفرها كما في آية سورة الزمر التي أشرت إليها بالسؤال، والواجب الحذر من خواطر الشيطان التي تنتاب قلبك، وتخويفه لك بأن الله تعالى لن يغفر لك وأنك سوف تحاسبين على ما فعلت يوم القيامة فإنه بذلك يريد أن يوقعك في القنوط ليسهل عليه ردك إلى سبيل الغواية مرة أخرى، فكوني منه على حذر، وخيبي ظنه ورددي في نفسك: إن ربي لغفور رحيم، وللمزيد انظري هاتين الفتويين: 12928، 1882.
ونوصيك بالحرص على العلم النافع والعمل الصالح ومصاحبة أخواتك المسلمات الصالحات والعمل معهن في نشر الخير ودعوة النساء الأخريات إلى الله، وكونك قد كنت على ضلال فليس بمانع لك شرعا من الزواج من هذا الشاب الذي وصفته بكونه متقيا، فإذا كان فعلا كذلك فعليك بالمبادرة إلى الموافقة على الزواج منه بعد أن تستخيري الله تعالى في أمره، وراجعي الفتوى رقم: 19333.
والله أعلم.