الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أوصى الشرع الزوجين بحسن العشرة، وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم باجتناب الغضب الذي يفقد الإنسان السيطرة على نفسه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني قال: لا تغضب فردد مراراً قال لا تغضب. رواه البخاري.
وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم المرأة من طلب الطلاق من غير ضرر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة. رواه أحمد في مسنده وصححه الألباني في الإرواء.
أما عن وقوع الطلاق فإن الغضب لا يمنع وقوع الطلاق إلا أن يصل الغضب إلى حد يفقد الإدراك، لقوله صلى الله عليه وسلم: لا طلاق ولا عتاق في إغلاق. رواه أبو داود وابن ماجه وحسنه الألباني في الإرواء. والإغلاق: كل ما يسد باب الإدراك والقصد والوعي، فإذا كنت وصلت إلى تلك الحالة فلا يقع طلاقك، ونوصيك بالتوبة إلى الله ومجاهدة نفسك لتجنب الغضب الذي حملك على ما فعلت في حق أمك من دفعها، فإن ذلك خطأ عظيم وكذلك ما كان منك في حق زوجتك ولا تعد إلى مثل ذلك أبداً، أما عن سرعة غضب زوجتك وكثرة طلبها للطلاق عند النزاع فعليك وعظها وتذكيرها بعواقب ذلك وضرره على دينها ونفسها، مع الاستعانة بالله والاجتهاد في تحصيل أسباب تقوية الصلة بالله كالصلاة والذكر والدعاء، مع البعد عن المعاصي الظاهرة والباطنة، وكثرة الدعاء، وعليك أن تبحث معها في أسباب ذلك ودوافعه، فإن كان له أسباب مقبولة من أمور تشتكي منها أو مطالب تريدها فعليك أن تزيل تلك الأسباب ما دام ذلك في إطار الشرع وحدود طاقتك، فإن لم يجد ذلك فلا مانع من عرضها على طبيب نفسي.
والله أعلم.