الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما فعله هذا الوالد بولده من أكبر الكبائر، قال الله تعالى: وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا {النساء:93}، وفي صحيح البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً.
قال ابن العربي: الفسحة في الدين سعة الأعمال الصالحة حتى إذا جاء القتل ضاقت لأنها لا تفي بوزره. انتهى.
وكون الولد كثير الشجار والمعاصي لا يسوغ بحال من الأحوال قتله وكيف يجرؤ والد على قتل ولده ثمرة فؤاده والبهائم العجم ترفع حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه؟! ثم إن المطلوب من الوالد أو غيره هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أما العقوبة فيرجع فيها للجهات المختصة بذلك كالمحاكم الشرعية ومن بيده الأمر، ثم أي منطق هذا الذي يسوغ لوالد قتل ولده لكونه هو الذي أنجبه؟!
وأما عن حكم الوالد وما يترتب على هذه الجريمة البشعة فقد فصلناه في الفتوى رقم: 30793، والفتوى رقم: 56056، وقد بينا فيهما أن الأب إذا قتل ابنه متعمداً فإنه لا يقاد منه على الراجح من أقوال أهل العلم، وإنما تلزمه الدية مغلظة، واختلف في الكفارة فقيل بوجوبها وقيل باستحبابها.
والله أعلم.