الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنصيحتنا لك هي المبادرة بالزواج من امرأة أخرى طالما أنك تقدر على تبعات هذا الزواج، خصوصا مع ما ذكرته من كون زوجتك لا توفر لك الإعفاف المطلوب، فإن الإنسان يجب عليه أن يعف نفسه، ويتأكد هذا عند الخوف من الوقوع في الحرام.
قال ابن قدامة في المغني: من يخاف على نفسه الوقوع في محظور إن ترك النكاح، فهذا يجب عليه النكاح في قول عامة الفقهاء ؛ لأنه يلزمه إعفاف نفسه، وصونها عن الحرام، وطريقه النكاح. انتهى.
وكلامه يشمل الأعزب الذي لا زوجة له، والمتزوج الذي لا يحصل له الإعفاف, لأن قوله: لأنه يلزمه إعفاف نفسه، وصونها عن الحرام. معنى يشترك فيه الأعزب والمتزوج.
أما ما ذكرت من عزمك على الزواج من خارج بلدك فهذا لا حرج فيه، لأن أهل الإسلام أمة واحدة فلا ينبغي أن تقف الجنسيات والعادات والتقاليد سدا وحاجزا أمام تواصلهم وترابطهم سواء بالمصاهرة أو بغيرها، كل ما عليك في ذلك أن تختار صاحبة الدين والخلق ؛ لقول الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم -: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها و لجمالها و لدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه.
وبخصوص المميزات والعيوب فهذه أمور متفاوتة تختلف الحسابات والتقديرات فيها تبعا للشخص وإمكاناته النفسية والمادية، وأنت أدرى وأخبر بنفسك وإمكاناتك، لكن الخلاصة أنك إذا ظفرت بذات الدين والخلق فلا عليك بما دون ذلك من الاعتبارات الأخرى.
وللفائدة تراجع الفتويين: 96574، 998.
والله أعلم.