الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذه المسألة محل نظر لترجيح مفسدة الظهور في تلك القنوات على مفسدة مقاطعتها أو العكس فمن ترجح له أن مفسدة المشاركة فيها دون مفسدة تركها ومقاطعتها لا ينكر عليه، وللمخالف له أن يندبه للعمل بما يراه راجحا بلا تثريب عليه، وقد سئل سماحة الشيخ ابن جبرين حفظه الله نحوا من هذا السؤال فأجاب:" هؤلاء المشايخ والدعاة متأولون وقد ظهر لهم أن دخولهم في هذه القنوات فيه مصلحة وهي تخفيف الشر وإبداء النصيحة واستعمال هذه القنوات في الدعوة إلى الله وتعليم الجهال حيث إن هذه القنوات قد ابتلي بها كثير من الناس ودخلت في المنازل وأصبحت شيئًا مفروضًا في زعمهم عليهم لا بد من استعمالها فإذا كانت كلها شرا محضا ظهر أثر الشر على من يقتنيها فإذا زاحمها الخير كان هذا مما يخفف ما فيها من المفاسد والشرور ولأجل ذلك رأوا استعمالها في الخير والتعليم ولكن يترتب على ظهورهم فيها مفسدة وهي أن ذلك يكون حجة لأهل الفساد في استعمالها والنظر إليها ويتعللون بأنها لو كانت محرمة لما ظهر فيها هؤلاء العلماء وبظهورهم فيها يقتنيها العامة والخاصة ويقعون في المنكرات الواضحة وفي النظر إلى الصور الفاتنة ويقع فيها النساء والسفهاء والجهال فننصح أهل العلم وأهل العقيدة أن يبتعدوا عن الظهور فيها وسيجدون غيرها ما يستعملونه مما لا يوجد فيه شيء من المنكرات، والله اعلم" اهـ وهذه الفتوى منشورة في موقع الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين حفظه الله، ولمزيد فائدة راجع الفتويين التاليتين: 33943، 62148.
والله أعلم.