الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما بيناه في الفتاوى المشار إليها من حث العصاة على التوبة والستر هو ما جاء به الشرع المطهر المنزل من عند الحكيم الخبير، أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ، وليس في ستر الزوجة على نفسها إذا وقعت في الخطأ غش وخداع للزوج لأن إعلام الزوج بالخطأ لا يغير من واقعه، فإما أن يمسكها ويبقى معذب الضمير شاكا فيها ما بقي من حياته أو يطلقها ويهدم أسرته ويشتت عياله في خطأ ربما تابت هي منه وحسنت توبتها، وكذلك الزوج لو وقع في الخطأ، يقول صلى الله عليه وسلم: من ابتلي بشيء من هذه القاذورات فليستغفر الله جل وعلا. رواه الحاكم وصححه السيوطي.
فالأولى لمن وقع في الخطأ زوجا كان أو زوجة أو غيرهما أن يتوب إلى الله تعالى ويستتر بستره ولا يفضح نفسه.
كما أنه لو أعلن كل إنسان خطأه فإن ذلك يهدم الفضيلة وينشر الرذيلة ويهونها على الناس.
وأي امرأة أذاعت خطيئتها فإن ذلك يدنس عرضها وعرض زوجها وأهلها ويعرض أبناءها للشك والتهمة في نسبهم فهل يكون ذلك أولى أم تستر نفسها من لحظة أغواها الشيطان فيها ثم عادت إلى رشدها وندمت على خطئها فينمحي ذنبها بالتوبة ولو أعلنته ما انمحت معرته ولطارت سبته في الآفاق.
والتوبة من الزنا أو غيره ليست صعبة على من وفقه الله إليها، واستتر بستر الله عليه، بل ستر الذنب أدعى للتوبة منه من المجاهرة به، وحسبنا في حكمه الاستتار بستر الله وفضيلته حث الشارع الحكيم عليه، وراجع للمزيد من الفائدة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1095، 112794، 33669.
والله أعلم.