الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي يظهرُ لنا أنكِ مصابةٌ بالوسوسة نسأل الله لكِ العافية، وقد بينا في فتاوى كثيرة أن الواجبُ على الموسوس أن يعرض عن الوسوسة وألا يلقي لها بالاً، وأن يطرحها وراء ظهره، فإذا شككتِ هل خرج منكِ ريحٌ أو لا فاطرحي هذا الشك، ويكفيكِ البناء على الأصل وهو أنكِ لم يخرج منك شيء، حتى يحصل لكِ اليقين التام بخروجه، فإذا فعلتِ هذا فستجدين وقتاً كافياً لطهارتك وصلاتك دون أن تواجهك هذه المشكلات التي تشتكينَ منها إن شاء الله، وانظري الفتوى رقم: 111202.
والذي أفتينا به وقرأته لدينا هو ما قرره أهلُ العلم، والواجبُ على المسلم أن يردَّ إليهم ما أشكل عليه، وليس فيما قرأته تنطعٌ البتة، بل هو اليسر الذي بُنيَ عليه دينُ الإسلام، ونحنُ إنما نقول إذا وجدَ وقتٌ في أثناء وقت الصلاة يكفي لفعل الطهارة والصلاة مع عدم خروج الحدث فهذا يُخرجُ صاحبه عن حكم المعذور ويلزمه الصلاةُ بوضوءٍ صحيح، وإذا كان الأمرُ قد ينضبطُ وقد لا ينضبط وكان قد مضى عليه الوقت السابق ولم ينقطع فيه الحدث إلى آخر الوقت فهو معذورٌ يتوضأ إذا دخل وقت الصلاة الثانية ويصلي كما قرر فقهاء الحنابلة، وعلى المسلم أن يوفقَ بين شواغله والتكاليف الشرعية، وينظمَ وقته بحيثُ لا تحدثُ مصادمة بين وظائفه اليومية وبين واجباته الشرعية.
والله أعلم.