الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذا جزء من الآية الثانية من سورة التغابن، وقد جاءت هذه الآية في سياق الحديث عن بعض مظاهر قدرة الله تعالى وبديع صنعه وبيان بعض صفاته وكمال ألوهيته، وسعة غناه، وافتقار جميع الخلائق إليه، وتسبيح من في السماوات والأرض بحمد ربها، وأن الملك كله لله، فلا يخرج مخلوق عن ملكه.. ثم ذكر في هذا السياق أنه تعالى خلق العباد وأوجدهم من العدم، وجعل منهم المؤمن المصدق به العامل بشرعه، والكافر الجاحد لألوهيته، فإيمانهم وكفرهم كله بقضاء الله وقدره، فهو الذي جعل لهم القدرة والإرادة التي بها يتمكنون من كل ما يريدون من امتثال أوامره واجتناب نواهيه، وهو سبحانه بصير بأعمالهم لا يخفى عليه شيء منها، وسيجازى محسنهم بالإحسان ومسيئهم بما يستحق. قال تعالى: هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ {التغابن:2}.
والله أعلم.