الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يعافيك من هذا الداء، وأن يشرح صدرك لما يحبه ويرضاه، وأن يهديك لأحسن الأخلاق والأعمال لا يهدي لأحسنها إلا هو، ويصرف عنك سيئها لا يصرف سيئها إلا هو .. آمين.
ثم لا بد أن يعلم العبد أنه إذا عرف قدر ربه وفضله، وأن ما به من نعمة وموهبة فمن الله وحده.
وإذا عرف كذلك حقيقة نفسه وما فيها من عيوب، وما لها من ذنوب، وأن الله إذا وكله إليها وكله إلى ضعف وعورة وخطيئة، فإنه عندئذ ينكسر ويذل لله ، ويتواضع للناس.
ثم إذا عرف خطورة الكبر وعاقبة المتكبرين، فإنه يخاف على نفسه ويحذر من الوقوع في هذا الداء الوبيل. وقد سبق تفصيل ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 19854 ، 58992 ، 24081.
كما سبق بيان حقيقة العجب وحكمه وعلاجه، في الفتويين: 63817 ، 32856.
وأما السخرية من الناس فلا تقع من مؤمن عاقل فطن، كيف وقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ {الحجرات:11} وقد سبق ذم هذا الخلق الرذيل في الفتوى رقم: 15186.
ثم ينبغي التنبه للفرق بين الكبر الذي يقترن برد الحق واحتقار الناس، وبين عزة النفس والثقة بها التي تخلو من ذلك، وقد سبق بيان ذلك في الفتويين: 74593، 61161.
ثم ننصح السائلة بقراءة كتاب (مختصر منهاج القاصدين) الباب المتعلق بذم الكبر والعجب. وقراءة منزلة التواضع من كتاب (مدارج السالكين) ، وقراءة الكبيرة الرابعة: الكبر والعجب والخيلاء، من كتاب (الزواجر عن اقتراف الكبائر).
والله أعلم.