الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجزاك الله خيراً على ثقتك بموقعنا ونسأل الله تعالى أن ينفعك بما فيه وأن يستعملنا وإياك في خدمة الإسلام والمسلمين، ولا شك في أنه لا تجوز الإعانة على أكل الربا بأي وجه من الوجوه، ومن ذلك مثل هذا العمل الذي تقوم به في هذه المؤسسة الربوية، وقد قال تعالى: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}.
وحق لك أن تخاف عدم استجابة الدعاء، فإن أكل الحرام مانع من استجابته، وحق لك أن تجد ضيقاً في نفسك، لأن هذا من آثار المعاصي فالواجب عليك المبادرة إلى التوبة وترك هذا العمل، ولا تخش الفقر فذلك من تسويل الشيطان، قال الله تعالى: الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {البقرة:268}، وإنك إذا اتقيت الله تعالى يسر لك أسباب رزقه كما وعد فثق بوعده وأحسن الظن به، قال سبحانه: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق:3}، وروى الإمام أحمد في مسنده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنك لن تدع شيئاً اتقاء الله جل وعز إلا أعطاك الله خيراً منه.
والله أعلم.