الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر. رواه مسلم.
وقديما قيل: كفى المرء نبلا أن تعد معايبه، وهذه الخلافات هي ملح الحياة الزوجية، وإن كان رفع صوت الزوجة على زوجها فيه سوء أدب معه لكنه لا يبيح للزوج شتم الزوجة أو سبها أو ضربها أو هجرها وإن فعل فعليه الإثم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: سباب المسلم فسوق.
فما بالك إذا كان زوجة فذلك ينافي إحسان العشرة المأمور به شرعا، وللزوجة أن تدافع عن نفسها لكن بأدب وهدوء وعدم رفع الصوت على الزوج سيما إن كان في حالة غضب.
قال أبو الدرداء رضي الله عنه لأم الدرداء: إذا غضبت فرضيني وإذا غضبت رضيتك، فمتى ما لم يكن هكذا ما أسرع ما نفترق. رواه ابن عساكر في تاريخه.
وقال أسماء بن خارجه الفزاري لابنته لما زفها إلى زوجها: يا بنية كوني لزوجك أمة يكن لك عبدا ولا تدني منه فيملك ولا تباعدي عنه فتثقلي عليه وكوني كما قلت لأمك.
خذي العفو مني تستديمي مودتي ولا تنطقي في سورتي حين أغضب.
فإني رأيت الحب في الصدر والأذى إذا اجتمعا لم يلبث الحب يذهب.
فننصح الزوجين بمراعاة تلك الوصايا والأخذ بها وعلاج ما يكون بينهما من مشاكل بالحكمة كلين الكلام وحسن الأسلوب والتغاضي عما يمكن التغاضي عنه من هفوات الطرف الآخر وزلاته والتناصح فيما لا يمكن فيه ذلك.
ومن استولى عليه الغضب فليأخذ بأسباب دفعه وعلاجه كما بيناها في الفتوى رقم: 8038، فأمسك عليك زوجك واعلم أن خطأها فيما ذكرت ليس بأشد من خطئك وعلاج تلك الأخطاء هو ما بيناه آنفا.
وللمزيد انظر الفتوى رقم: 93248، والفتوى رقم: 79881.
والله أعلم.