الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان والدك قد اشترط على زوجك في العقد أن يكون لك بيت في بلدك، فهو ملزم بهذا الشرط، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أحق ما أوفيتم به من الشروط ما استحللتم به الفروج. متفق عليه.
ويرى الحنابلة أنه يجوز لك فسخ النكاح إذا لم يف لك بالشرط.
لكن الذي ننصحك به أنه مادام غير قادر على ذلك، فعليك أن تصبري حتى يتيسر له الأمر، أما عن الاقتراض من البنك الربوي، فذلك لا يجوز، فإن الربا من أكبر الكبائر، ومن السبع الموبقات، ويستحق صاحبه اللعن، بل توعده الله بالحرب، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ {البقرة (278-279}. ولا نظن بمن في قلبه نبض الإيمان أن يسمع هذا الوعيد ثم يقدم على التعامل بالربا، لا سيما والأمر ليس فيه ضرورة، فيمكنك أن تخبريه بضيق مسكن والدك و تسأليه إن تيسر له أن يعطيك ما تستأجرين به مسكناً وقت إقامتك بمصر، حتى يوسع الله عليه، ويفي لك بما وعد.
واعلمي أن عاقبة الصبر والتقوى الخير في الدنيا والآخرة، قال تعالى: إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {يوسف90}.
والله أعلم.