الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أخطأت أيتها السائلة بسؤال زوجك عن رأيه في موضوع التعدد، فما كان لك أن تتعجلي الأمور قبل حدوثها، وطالما أنك مؤمنة بقضاء الله وقدره، وتعلمين أن التعدد هو شرع الله وحكمه، فلو قدر الله سبحانه ذلك عندها عليك أن تجاهدي نفسك وتتصبري لحكم ربك، أما أن تسبقي الأحداث، وتتعجلي البلاء قبل وقوعه فهذا مما لا ينبغي، واعلمي أن التعدد له فوائد كثيرة فكما ذكرت أن الزواج قليل في هذا الزمان نظراً للحاجات المادية المتعسرة لدى كثير من الناس، وكم من امرأة مسلمة تقدم بها السن وتأخر عنها الزواج وتود لو رزقت بزوج يصونها ويرعى أمورها ويقوم على شؤونها، فكيف مع هذه الحاجات نتبع شح النفس ونطيعها في هواها، ونمنع الأزواج القادرين من التعدد بحجة الغيرة، هذا غير مقبول لأن الغيرة التي تضر المسلمين وتحجر على حقوقهم غيرة مذمومة يكرهها الله سبحانه، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من الغيرة ما يحب الله ومنها ما يكره الله، فأما ما يحب فالغيرة في الريبة، وأما ما يكره فالغيرة في غير ريبة. رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
جاء في فيض القدير: وأما المرأة فحيث غارت من زوجها في ارتكاب محرم كزنا أو نقص حق وجور عليها لضرة وتحققت ذلك أو ظهرت القرائن فهي غيرة مشروعة، فلو وقع ذلك بمجرد توهم عن غير ريبة فهي الغيرة في غير ريبة، وأما لو كان الزوج عادلاً ووفى لكل من زوجتيه حقها فالغيرة منها إن كانت لما في الطباع البشرية التي لم يسلم منها أحد من النساء فتعذر فيها ما لم يتجاوز إلى ما يحرم عليها من قول أو فعل، وعليه حمل ما جاء عن السلف الصالح من النساء في ذلك كعائشة وزينب وغيرهما. انتهى.
ولذا فإنا ننصحك بالزواج من هذا الشخص خصوصاً مع ما ذكرت من كونه صاحب خلق ودين، فإنه حتى وإن تزوج بأخرى فسيمنعه دينه إن شاء الله من الظلم والميل والجور.. وللفائدة في الموضوع راجعي الفتوى رقم: 105911.
والله أعلم.