الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله لك العافية التامة، ونوصيك بالإقبال على الله تعالى والالتجاء إليه بالدعاء، فإن أعرض عنك الأطباء ولم يستمعوا إليك ولم يرفعوا شكاتك فإن الله تعالى سميع الدعاء رافع الشكوى مجيب دعوة المضطر كاشف الضر، ما رفع إليه عبد كف الضراعة فرده خائباً سبحانه وتعالى، فارفعي حاجتك إلى ربك وأنت موقنة بالإجابة، واسألية الشفاء فهو الشافي لا شفاء إلا شفاؤه، ولن تحزني على ما فاتك من الناس إذا اقبلت على الله تعالى بصدق وإخلاص.
أما الشقان الأول والثالث من سؤالك فالجواب عليهما ما ذكرناه في هذه المقدمة فإذا تأملت ذلك وعملت بما أرشدناك إليه فسيتحقق لك بإذن الله تعالى من طمأنينة النفس وراحة القلب ما يذهب عنك كل ما تجدينه.. واعلمي أن الأطباء متفقون على أن القولون العصبي ليس مرضاً عضوياً، وإنما يثور بسبب التوترات النفسية، ويمكنك مراجعة قسم الاستشارات الطبية في موقعنا.
وأما الشق الثاني من السؤال فجوابه أن الله تعالى رحمة منه بعباده لا يكلفهم ما لا يطيقون: لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا {البقرة:286}، وقال تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا {التغابن:16}، وعليه فإن كان الصوم يشق عليك فقد أباح الله لك الفطر، يقول الله تعالى: فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ {البقرة:184}، وإذا أفطرت للعذر الشرعي فأنت في تلك الحالة مطيعة غير عاصية فلا تقلقي، وقد يكتب الله لك أجر ما كنت تعملين وأنت صحيحة، ففي صحيح البخاري وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيماً صحيحاً. فاستبشري بهذا الخير ولا تحزني.
والله أعلم.