الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق الحديث عن حكم الحب مفصلا، في الفتوى: 5714.
وأما بالنسبة لما ذكرت من أمرك، فإنه من المناسب في هذه الحالة أن يتقدم هذا الرجل لخطبتك من أهلك، وعندها حتما ستعلمين بذلك وسيخبرك أهلك بالأمر. عندئذ يمكنك أن تبدي رأيك، وتذكرين لهم أنك موافقة على الزواج به، مع العلم أنه لا يجوز لهم أن يمنعوك من الزواج بمن تريدين، طالما كان مرضيا في دينه وخلقه.
قال ابن قدامة في المغني، في حق الفتاة التي يمنعها وليها من الزواج بمن تريد: فإن رغبت في كفء بعينه، وأراد تزويجها لغيره من أكفائها، وامتنع من تزويجها من الذي أرادته، كان عاضلا لها. انتهى.
وقال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- في فتاوى إسلامية: إذا منع الولي تزويج امرأة بخاطب كفء في دينه وخلقه؛ فإن الولاية تنتقل إلى من بعده من الأقرباء العصبة، الأَوْلى فالأولى، فإن أبوا أن يزوجوا -كما هو الغالب- فإن الولاية تنتقل إلى الحاكم الشرعي، ويزوج المرأة الحاكم الشرعي. انتهى.
فإن قابل أهلك هذا الرجل بالرفض، فأعلميهم بحكم الشرع في ذلك، وأن الشريعة الغراء قد كفلت للمرأة حرية اختيار الزوج، وأنه لا حرج أن تكون المرأة زوجة ثانية، فهذا قد فعله خير نساء الأمة من أمهات المؤمنين، وزوجات الصحابة الكرام رضوان الله عليهم.
فإن أصر أهلك على الرفض، فإنا نوصيك بأن تنصرفي عن هذا الزواج درءا للخلاف والشقاق بينك وبين أهلك، خصوصا إذا كان الرفض من قبل الوالدين أو أحدهما؛ لأن طاعتهما واجبة، ومحل ذلك ما لم يكن ترك هذا الزواج سيؤدي بك إلى الوقوع في الحرام، أو سيلحق بك ضررا بالغا في أمر دينك أو دنياك. عند ذلك يمكنك رفع الأمر إلى القضاء؛ ليجبر وليك على تزويجك بهذا الرجل، أو يتولى القاضي تزويجك.
للفائدة تراجع الفتاوى: 17333، 112757، 110794.
والله أعلم.