الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق بيان أن هذا الدعاء المذكور ليس فيه ما يخالف الشرع، وإن كان الأفضل أن يدعو المسلم بالأدعية المأثورة من القرآن والسنة وذلك في الفتوى رقم: 52405.
وإن كان فيه بعض الجمل الموهمة فهي محل نظر، ومن ذلك قوله: ذكرني دائما أن النجاح يسبق الفشل، وهذا إن كان أوضح في المعنى ولكنه لا يصح على عمومه وإطلاقه.
وقوله: إذا جردتني من النجاح فاترك لي قوة أن أتغلب على الفشل وإذا جردتني من الصحة فاترك لي نعمة الإيمان، قد يتعارض مع أدب الدعاء وهو العزم في المسألة وإعظام الرغبة، فلا شك أن الأولى أن يسأل المسلم الخير كله وأن يجمع الله له بين النجاح والقوة والصحة والإيمان، وقد قال النبي صلى الله عليه سلم: لا يقل أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت ارحمني إن شئت ارزقني إن شئت وليعزم مسألته إنه يفعل ما يشاء لا مكره له. رواه البخاري.
ورواه مسلم بلفظ: إذا دعا أحدكم فلا يقل: اللهم اغفر لي إن شئت ولكن ليعزم المسألة وليعظم الرغبة فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه.
وقوله لا تنسني من عفوك وعطفك ورحمتك. فيه نسبة صفة العطف لله تعالى وليست هذه الصفة ثابتة لله تعالى وهذه اللفظة لم تثبت في الفتوى المشار إليها بل لفظ الدعاء فيها من عفوك وحلمك.
ولذلك فإننا نؤكد على أهمية الالتزام بالأدعية المأخوذة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لأنها أكمل وأفضل من غيرها باتفاق المسلمين وإن جاز غيرها مما يخلو من المحاذير الشرعية، وقد سبق بيان ذلك في الفتويين 57658، 30668.
كما سبق بيان آداب الدعاء وشروطه والنهي عن الاعتداء فيه في الفتويين: 58303، 23599.
والله أعلم.