الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإننا لم نطلق القول بجواز إنشاد الغزل، وإنما قيدنا الجواز بضوابط معينة، ومن هذه الضوابط أن لا يكون في امرأة معينة، وأن لا يفرط في وصف محاسنها، وأن يكون لغرض صحيح كمعرفة اللغة ونحو ذلك. وأما إذا قصد به تحريك النفوس نحو الفواحش ونحو ذلك فأقل أحواله الكراهة، نقل شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى عن الإمام أحمد وغيره أنه أنكر أشكال الشعر الغزلي الرقيق لئلا تتحرك النفوس إلى الفواحش وانظر الفتوى رقم: 59593.
وهذه الأبيات التي ذكرتها فيها نوع من الغزل، وينبغي الإعراض عن إنشاد مثلها لأنها في الغالب تحرك النفوس نحو الفواحش، وليس فيها معان لغوية أو شيء يمكن أن يستفيده المسلم بإنشاده، غير أن الأمر أخف إن كان ينشدها الرجل لزوجته أو الزوجة لزوجها.
والله أعلم.