الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بينا حكم البسملة وما يتعلق به عند تلاوة القرآن الكريم بالتفصيل في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 99434، 110384، 4446 وما أحيل عليه فيها فنرجو من السائلة الكريمة الاطلاع عليها، وبخصوص البسملة في أواسط السور عند الانتقال من بعضها إلى بعض فإنه غير مطلوب.
وإذا كان القارئ يقرأ من سورة وأنهى قراءته من هذه السورة، وأراد أن يبدأ من وسط سورة أخرى فالمطلوب منه عند ذاك الاستعاذة فقط إذا كان فصل بين قراءتيه بما ليس له تعلق بالقراءة، وقد اختار بعض المتأخرين الإتيان بالبسملة أيضاً بعد الاستعاذة في هذه الحالة، قال ابن بري:
واختارها بعض أولي الأداء * لفضلها في أول الأجزاء.
وأما ما أشرت إليه من وصل الجميع وما معه من الأوجه فهو خاص بحكم البسملة بين نهاية سورة وبداية أخرى، وخلاصته أن فيه أربعة أوجه، ثلاثة جائزة والرابعة ممنوعة، فالجائزة هي:
1- قطع الجميع، ومعناه الوقف على آخر السورة الأولى وعلى البسملة.
2- قطع الأول (الوقف على آخر السورة) ووصل الثاني بالثالث (البسملة بأول السورة).
3- وصل الجميع، وصل آخر السورة بالبسملة وبأول السورة التالية.
4- الوجه الرابع غير الجائز، هو وصل آخر السورة بالبسملة والوقف عليها، فهذا الوجه لا يجوز، لأن البسملة لأوائل السور وليست لأواخرها.
أما المراجع في أحكام التجويد فهي كثيرة ومتوفرة ومتنوعة منها: الشاطبية وشروحها. والدرر اللوامع وشروحه، وننصح السائلة بقراءة كتاب مختصر بأسلوب معاصر مثل كتاب غاية المريد في علم التجويد للشيخ عطية نصر أو غيره.
والله أعلم.