الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الدعاء أساس العبادة، والعبادة مبناها على التوقيف؛ فلا يشرع منها إلا ما دل الدليل على مشروعيته، ومن الدعاء المشروع التوسل إلى الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى وبأعمال العبد الصالحة كإيمانه واعتقاده بصدق وعد الله تعالى وإجابته دعاء السائلين، قال الله تعالى: وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا {الأعراف:180}.
فالآيات القرآنية كلام الله تعالى وكذلك قوله تعالى على لسان رسوله- صلى الله عليه وسلم- في الأحاديث القدسية من كلامه وصفته؛ فمن قال: أسألك بآية كذا أو بقولك كذا أو بحق آيتك.. أو بحق قولك على لسان نبيك.. فقد سأل الله تعالى بصفة من صفاته، وكذلك من سأل الله بإجابته للدعاء فقد سأله بوصفه.
ومن أدعية النبي- صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين وغيرهما: اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني أنت الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون.
ومنها إذا دخل المسجد: أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم.. الحديث رواه أبو داود وصححه الألباني.
ومنها: اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق... اللهم إنا نسألك بأنك أنت الواحد الأحد.. اللهم اني أسألك بحق السائلين عليك... أسألك بنور وجهك الذي أشرقت له السماوات والأرض..
والجمل المذكورة لا تخرج عن هذا فهي سؤال بكلام الله تعالى أو بنور وجهه أو حق وعده سبحانه وتعالى، ولذلك فلا مانع من الدعاء بها.
والله أعلم.