الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحديث الأول: أيما امرأة إلخ صححه الحاكم وضعفه الألباني، بل قال إنه من المناكير، وعلته ليست في معناه إذ المقصود به على فرض صحته أن المرأة إذا رضي زوجها عنها وماتت وهو راض عنها، ولم تكن قد ارتكبت ما يمنعها دخول الجنة فإنها تدخلها، بل قال المناوي: تكون من السابقين إليها؛ لأن كل مؤمن سيدخل الجنة فلا مزية إلا إذا كانت ستدخلها مع أول الداخلين.
وأما إن كانت غير مسلمة أو فرطت في أمر الله بترك الصلاة أو الصيام أو بر الوالدين أو غير ذلك فإنها عرضة لسخط الله ومقته ومؤاخذتها بذلك وإدخالها النار.
وأما القصة الثانية فهي ضعيفة، وعلى فرض التسليم بها واعتبار قبول الحديث فليس فيها أمر بقطيعة الرحم وإنما فيها أمر بالتزام أمر الزوج وعدم الخروج من بيته دون إذنه، وهذا واجب على الزوجة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وليس لها أن تخرج من منزله إلا بإذنه سواء أمرها أبوها أو أمها أو غير أبويها باتفاق الأئمة.
واما أول ما يحاسب عليه المرء يوم القيامة فهو صلاته كما ثبت في الحديث عند أحمد وأصحاب السنن. وطاعة المرأة لزوجها لا تسقط عنها التكاليف الشرعية، بل هي واجب من جملة الواجبات التي كلفها الله عز وجل بها، وإتيانها بها على الوجه الأكمل سبب في جلب رضوان ربها وهدايته لها وتوفيقه إياها.
وللوقوف على جملة من الآثار الواردة في ذلك انظري الفتاوى رقم: 73373، 18255، 18814 .
والله أعلم.