الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإمساك يد المرأة الأجنبية حرام ولو كان بغير شهوة، وتشتد الحرمة إذا كان بشهوة وتلذذ، وقد بينا أدلة ذلك بالتفصيل في الفتوى رقم: 1025.
ولمس الأجنبية يعتبر من زنا اليد الذي أخبر عنه الرسول في الحديث فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تمنَّى وتشتهي، والفرْج يصدق ذلك كله ويكذبه. رواه البخاري ومسلم.
فليس التحريم مقصورا على زنا الفرْج فقط، بل هناك زنا اليد وهو اللمس المحرَّم، وزنا العين وهو النظر المحرَّم، وسميت هذه الأمور زنا لأنها تدعو إلى الزنا الحقيقي .
قَالَ ابْن بَطَّال رحمه الله: سُمِّيَ النَّظَر وَالنُّطْق زِنًا لأَنَّهُ يَدْعُو إِلَى الزِّنَا الْحَقِيقِيّ، وَلِذَلِكَ قَال: وَالْفَرْج يُصَدِّق ذَلِكَ أوَيُكَذِّبهُ. انتهى نقلا عن "فتح الباري".
ولكن هذا الزنا لا يترتب عليه الحد لأن الحد إنما يكون في الزنا الذي هو إيلاج الفرج في الفرج، أما زنا الجوارح ما عدا الفرج ففيها التعزير الذي يردع صاحبه عن ارتكاب هذا الفعل مرة أخرى.
فالواجب عليك أيتها السائلة أن تتوبي إلى ربك، وأن تداومي على البعد عن هذا الشاب المستهتر الذي دلل على فساده وخبث نيته وسوء خلقه بما فعله معك، ولو كان على صراط مستقيم، وخلق قويم لأتى البيوت من أبوابها، ولجاء يخطبك من أوليائك، وعليك أن تكثري من الاستغفار وفعل الأعمال الصالحة فإنها تكفر السيئات، قال سبحانه:" وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ {هود:114}
نسأل الله سبحانه أن يغفر لك زلتك، وأن يقيل عثرتك، وأن يصرف عنك أهل السوء.
وللفائدة تراجع الفتاوى رقم: 39889، 19522، 24587، 21582، 111586.
والله أعلم.