الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
ليس في قول الله تعالى: مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ... {الأحزاب 4}، دليل على ما ذكرت، وإنما المراد بالآية قد ذكر فيه أهل التأويل أقوال.. منها: أنه تكذيب قوم من أهل النفاق، وصفوا نبيّ الله صلى الله عليه وسلم بأنه ذو قلبين، فنفى الله ذلك عن نبيه وكذّبهم.. ومنها: أنها نزلت في رجل بمكة كان يدعى ذا القلبين.. ومنها: أنه كما لا يكون للشخص الواحد قلبان في جوفه، لا تصير زوجته التي يظاهر منها أمًا له، كذلك لا يصير الدَّعيّ ولدًا للرجل.. ومنها: أن الإنسان ما دام لا يملك إلا قلباً واحداً، فلا بد أن يتجه إلى إله واحد وأن يتبع نهجاً واحداً. انظر تفسير الطبري، تفسير ابن كثير، في ظلال القرآن.
أما عن تعلق قلب الرجل بامرأة، فإن كان ذلك بين الرجل وزوجته، أو من يريد زواجها، وكان ذلك في حدود الاعتدال، ولم يجر إلى محرم ولم يمنع من واجب، فلا مؤاخذة في ذلك.
أما إذا أدى إلى ترك واجب أو ترك محرم فإنه محرم والتخلص من ذلك ممكن وميسور بإذن الله، وقد ذكر ابن القيم علاج ذلك في كتاب (الداء والدواء)، وتجد بيان ذلك في الفتوى رقم: 9360.
والله أعلم.