الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالوليمة اسم للطعام في العرس وهي عند الجمهور مستحبة، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن عوف، حين قال له تزوجت: بارك الله لك، أولم ولو بشاة. صحيح البخاري، صحيح مسلم.
وقد اختلف العلماء في وقت استحباب الوليمة، هل هو عند العقد أو الدخول، والأولى أن تكون بعد الدخول، لحديث أنس رضي الله عنه قال: لما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش، دعا القوم فطعموا...صحيح مسلم. لكن الأمر فيه سعة، قَالَُ الْمِرْدَاوِيُّ الحنبلي في الإنصاف : الأَْوْلَى أَنْ يُقَال وَقْتُ الاِسْتِحْبَابِ مُوَسَّعٌ مِنْ عَقْدِ النِّكَاحِ إِلَى انْتِهَاءِ أَيَّامِ الْعُرْسِ لِصِحَّةِ الأَْخْبَارِ فِي هَذَا وَهَذَا، وَكَمَال السُّرُورِ بَعْدَ الدُّخُول. وَلَكِنْ جَرَتْ الْعَادَةُ بِفِعْلِهَا قَبْل الدُّخُول بِيَسِيرٍ.
أما عن الشكل الصحيح للوليمة، فليس في الشرع تحديد لذلك، ولا يشترط في الوليمة اللحم، فقد ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه أولم بغير اللحم، فعن أنس قال: أقام النبي صلى الله عليه و سلم بين خيبر والمدينة ثلاثا يبنى عليه بصفية بنت حيي فدعوت المسلمين إلى وليمته فما كان فيها من خبز ولا لحم أمر بالأنطاع فألقي فيها من التمر والأقط والسمن فكانت وليمته. متفق عليه.
وعلى ذلك، فالأمر فيه سعة، فلا مانع من اتباع العرف، وعمل الوليمة بالشكل الأيسر لكم.
وأما عن حفل الزفاف فلا مانع من ارتداء العروس للفستان الأبيض فيه ، ويمكن مراجعة الفتوى الخاصة بذلك رقم: 19106.
لكن يجب مراعاة الضوابط الشرعية فلا يجوز أن تبدي المرأة زينتها أمام الأجانب، ولا يجوز أن يكون في الحفل اختلاط بين الرجال والنساء الأجانب، وإذا كان العرف قد جرى بمثل هذه الأمور فلا يجوز اتباعه وتجب مخالفته، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
والله أعلم.