الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي يتضح أن الشركة أعطتك عهدة مالية مشروطة بصرفها في بنود محددة بدليل أنها طلبت منك الفواتير على ما تصرفه بالفعل من تلك البنود، وعلى هذا فإن الواجب هو الوفاء بشرطها، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المسلمون على شروطهم. رواه أبو داود، وصححه الألباني.
وبناء على هذا فإنه لا يحق لك إلا ما صرفته بالفعل، ويدخل في ذلك ما دفعت من حسابك الشخصي إذا كنت دفعته بنية الرجوع على الشركة، وما تعلل به المدير لا يسوغ لك أخذ ما زاد على الكلفة الفعلية بل هو غطاء ماكر لصرف مال الشركة في بنود وهمية، وهو من أكل مال الناس بالباطل، وقد قال تعالى: وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ {البقرة:188}.
فلو كانت الشركة تريد صرف مالها دون حدود لكانت تعطي بدل سفر من غير تقييد بصرفه في بنود خاصة، وفي هذه الحالة لا حرج على العامل في صرف ذلك البدل فيما يشاء لأنه ملك له.
والواجب عليك الآن إعادة ما زاد على صرفك الفعلي إلى الشركة، ولو بطريقة غير مباشرة. وعليك أن تنصح مديرك وتخوفه من عقاب الله، ومن خطر أكل مال الناس بالباطل.
وللمزيد راجع الفتوى رقم: 81104.
والله أعلم.