الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي يتضح لنا أن ما قمت به من إعداد هذه المقالات كاف في حصولك على الملكية المعنوية لها، ولهذه الملكية أثران: أثر مادي يتجلى في الحقوق المالية للمؤلف، فيجوز له بيعها والتنازل عنها، وأثر معنوي ومن مظاهره حقه في أبوته على مصنفه باستمرار نسبته إليه فلا يجوز له التنازل عن ذلك لكائن من كان..
جاء في فقه النوازل للشيخ بكر أبو زيد رحمه الله تعالى في تعداد مظاهر الحق المعنوي للمؤلف: 1- أبوته على مصنفه باستمرار نسبته إليه فليس له حق التنازل عن صفته التأليفية فيه لأي فرد أو جهة حكومية أو غيرها، كما أنه لا يسوغ للغير انتحاله والسطو عليه فله ولورثته حق دفع الاعتداء عليه..
وبناء على هذا فلا يجوز لك أن تتنازل عن نسبة ما تقوم به من كتابات لهذا الشخص، وأما المال الذي تحصل عليه فإنه جائز لأنه يمثل حقك المادي في المجهود العلمي الذي قمت به...
وما ذكرت من أنه يقترح عليك فكرة الموضوع ويقوم بتصحيح ما جمعت لا يخرج تلك المقالات من كونها حقاً معنوياً لك، فما زال العلماء يقترح عليهم غيرهم -وقد يكون دونهم- أن يقوموا بالتأليف، وينبري لهم من يصحح أخطاءهم من بعدهم وربما يطلبون ذلك، ومع ذلك فإن مصنفاتهم تبقى باسمهم.
وللمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم: 55121، والفتوى رقم: 871.
والله أعلم.