الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما يفعله هؤلاء الأشخاص من شراء الأراضي لا حرج فيه شرعاً وليس من الاحتكار، فإن الاحتكار هو: حبس التجار طعام الناس وأقواتهم عند قلتها وحاجتهم إليها ليرتفع السعر ويغلى، وقد اتفق الفقهاء في الجملة على أنه لا يجوز إذا أضر بالناس، وقيدوا ذلك بقيود اتفقوا على أغلبها واختلفوا في بعضها، ومن الشروط التي يتحقق بها الاحتكار أن يكون المحتكر طعاماً، ومن الفقهاء من ذهب إلى أن الاحتكار يجري في كل ما يحتاجه الناس ويتضررون بحبسه من قوت وإدام ولباس ونحو ذلك، ومنهم من ذهب إلى أن الاحتكار يجري في الطعام واللباس خاصة لمسيس حاجة الناس إليهما.
وعلى كل حال يجدر بالمسلم أن يكون سمحاً في بيعه وشرائه وأن يراعي أحوال الناس وأن يكون رحيماً بهم فقد روى أبو داود والترمذي بإسناد صحيح عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.
وللمزيد من الفائدة يمكنك مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 12797، 30462، 46693، 49907.
والله أعلم.