الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق أن بينا في الفتويين: 7254، 114005 عورة المرأة مع المرأة.
وأما بخصوص استفسارك فنقول : السلامة لا يعدلها شيء، والواجب على المسلم أن يحتاط لدينه وعرضه، خصوصا في ظل ضعف الدين وذهاب الأخلاق، وفساد الزمان كما هو الحال الآن، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وعلى ذلك فلو غلب على ظنك أن الحاضرات صواحب دين وخلق وأمانة ولم يكن ثمة نساء فاسقات ينقلن ويصفن العورات، فلا بأس أن تظهري ما تشائين من زينتك طالما التزمت ستر العورة. ويجدر بنا هنا أن نفرق بين مقامين:
المقام الأول: الحكم الشرعي
المقام الثاني: الأدب الشرعي
أما الحكم الشرعي فما سبق.
وأما مقام الأدب الشرعي فأضيق من ذلك، إذ صاحب الحياء والحشمة يستر ما يكون في كشفه خرم مروءة وإن لم يكن ما ستره داخلا في حدود العورة، فإذا تخيلنا الرجال -مثلا- قد خرجوا من منازلهم إلى وظائفهم وأعمالهم وأسواقهم وطرقاتهم لا يسترون إلا العورة فقط، وكانت أجزاء من بطونهم وظهورهم مكشوفة لكان ذلك منظرا يبعث على النفور وتنكره الطباع السوية.
وعليه؛ فالأدب الإسلامي يقتضي أن تبقى الحشمة والستر، ولا بأس بأن تتزين المرأة أمام النساء، ولكن بما لا يكون فيه إسفاف وقلة حياء، فالحياء لا يأتي إلإ بخير، والحياء مع التقوى رأس مال الصالحين والصالحات، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: الحياء والإيمان قرنا جميعا، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر. رواه الحاكم في المستدرك وقال: هذا حديث صحيح على شرطهما ، قال الذهبي في التلخيص: على شرطهما أي البخاري ومسلم .
أما إن ساورك الشك في شيء من أمانة الحاضرات أو أخلاقهن فانصرفي عن هذا، والتزمي الستر والحشمة حفظا لدينك وصيانة لعوراتك من عبث العابثين وتلاعب الفاسقين.
للفائدة تراجع الفتويين رقم: 72966، 1265.
والله أعلم.