الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فبداية نسأل الله أن يعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يعيذك من شر نفسك وشر الشيطان وشركه، وأن يجعلك من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته.
أما عن دعاء لتيسير الحفظ، فلم يثبت في ذلك دعاء خاص عن النبي صلى الله عليه وسلم - فيما نعلم - ولكن عليك بما تيسر لك من الدعاء بأي لفظ صحيح، نحو: اللهم يسر لي حفظ كتابك وفهمه والعمل به. أو: اللهم اجعلني من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك. ونحو ذلك. وللفائدة راجع الفتوى: 344 .
ثم لا بد من التنبه إلى أن حفظ القرآن من أعظم نعم الله تعالى، وما عند الله لا ينال إلا بطاعته، فعليك أولا بإصلاح الحال مع الله تعالى بالتوبة والاستغفار، ثم الاستعانة بالله وحسن الظن به وصدق التوكل عليه، ثم لزوم تقواه سبحانه والاستقامة على طاعته، ومصاحبة أهل الخير الذين يدلون على طاعة الله تعالى ويرغبون فيها، ويحذرون من اتباع الهوى وإغواء الشيطان، ويهتمون بحفظ القرآن ومراجعته دائما. ثم الأخذ بالأسباب وعدم العجز.
والأمر على أية حال يحتاج إلى مصابرة، ولابد فيه من مجاهدة، يستنزل بها العبد فضل الله ويستمطر بها رحمته، كما قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {العنكبوت:69}. وقد سبق بيان عوامل الثبات والاستقامة على الدين القويم، ووسائل الإفلات من حبائل الشيطان الرجيم، في عدة فتاوى منها الفتاوى ذات الأرقام التالية: 15219، 12928، 1208،76210 .
كما سبق بيان أفضل طرق حفظ القرآن وتعلمه في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 47397، 3913، 15633، وبيان بعض الإرشادات التي تعين على تدبر القرآن، في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 30338، 7098، 51391.
والله أعلم.