الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان الطعام الذي يأتي به هذا العسكري يأخذه بإذن من الجهة المسؤولة عن الثكنة فهو حلال، فله أن يأكل منه ويعطي غيره، وإن كان أخذه تعديا فلا يجوز له الأكل منه ولا التصرف فيه لما في ذلك من أكل مال الناس بالباطل، وقد قال تعالى: وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ... {البقرة: 188 }، ويحرم على غيره الأكل منه إذا كان عالما بتعديه، وإن شك في تعديه فالورع ترك الأكل منه لقوله صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ فَمَنْ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى أَلَا وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ... رواه البخاري ومسلم.
وللمزيد راجعي الفتوى رقم: 104900.
والله أعلم.