الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن طاعة الوالدين واجبة لقول الله سبحانه: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً {النساء: 36}.
وفي الحديث: رضا الله في رضا الوالدين، وسخط الله في سخط الوالدين. رواه الترمذي والحاكم وصححه الحاكم ووافقه الذهبي والألباني.
وقد صرح ابن الصلاح والنووي وابن هلال -كما ذكر العلامة محمد مولود اليعقوبي الشنقيطي في نظم البرور- بوجوب طاعة الوالد إذا منع ابنه من الزواج بامرأة معينة، ولهذا، فإنه يجب على هذا الشخص أن يحرص على ما فيه رضا والديه، ويمكنه أن يحاول استرضاءهما في الزواج بمن يريد, بنفسه تارة وبمن له عندهم مكانة ووجاهة تارة أخرى, فإن أصرا على الرفض وكانت الفتاة التي يريدان تزويجه بها صاحبة دين وخلق فإن الأولى له أن يستجيب لرغبة والديه إلا إذا خشي على نفسه ضررا يلحقه في دينه أو دنياه إن هو ترك الزواج بهذه الفتاة التي أحب, وكانت مع ذلك صاحبة خلق ودين , فعند ذلك له أن يتزوجها ولو بغير رضا والديه.
قال العلامة محمد العاقب بن مايابى الجكني الشنقيطي:
لابن هلال طوع والد وجب * إن منع ابنه نكاح من خطب.
ما لم يخف عصيانه للمولى * به فطاعة الإله أولى.
لكن إن فعل وتزوجها بدون رضاهما فعليه بعد ذلك أن يسترضيهما بكل سبيل.
ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 114196, 112771, 93194.
والله أعلم.